الدوحة تستضيف تحولًا مهمًا في مسار الشراكة العربية، حيث تنتقل الخبرات القطرية المتقدمة في البنية التحتية من مدنها الذكية إلى جهود إعادة الإعمار في سوريا.
شهدت العاصمة القطرية، الدوحة، تحركات مكثفة على هامش أعمال الدورة الثانية والأربعين لاجتماع مجلس وزراء الإسكان والتعمير العرب، كان بطلها وزير الأشغال العامة والإسكان السوري، مصطفى عبد الرزاق. سلسلة اللقاءات التي عقدها الوزير مع مسؤولين وشركات قطرية كبرى لم تكن مجرد مشاركة بروتوكولية، بل خطوة عملية نحو تعزيز الشراكة العربية وتوجيه الاستثمار نحو القطاعات الأكثر حيوية في سوريا.
استلهام نموذج “لوسيل” في الإدارة والتعمير
كانت مدينة لوسيل الذكية نقطة محورية في زيارة الوفد السوري. فقد اطلع الوزير عبد الرزاق على أحدث ما وصلت إليه قطر في:
- منظومة التشغيل والإدارة الرقمية المتكاملة للمدن الذكية.
- نموذج “حزوم” للتطوير العقاري، الذي يقدم رؤية متقدمة للتخطيط العمراني المستدام.
هذا الاهتمام يعكس رغبة سورية واضحة في الاستفادة من الخبرات القطرية المتقدمة في إدارة المشاريع وضبط الجودة الفنية للبنى التحتية، والتي تعتبر أساسية لمشاريع إعادة الإعمار.
الاستثمار القطري.. دعوة صريحة للشركات الكبرى
اللقاء الأبرز كان مع الرئيس التنفيذي لشركة ديار القطرية، الشيخ حمد بن طلال آل ثاني. وخلال الاجتماع، أكد الوزير السوري أن بلاده “تُعد بيئة خصبة للاستثمار أمام الأشقاء“، داعياً الشركات القطرية الرائدة إلى المشاركة بفعالية في مشاريع البناء والإعمار. هذا يشير إلى أن مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي الجاد باتت وشيكة.
دعم الإسكان الاجتماعي والتنمية المستدامة
لم يقتصر التعاون على البنى التحتية فقط، بل امتد إلى الجانب الاجتماعي والإنساني. فقد ناقش عبد الرزاق مع وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة، بثينة بنت علي الجبر النعيمي، سبل دعم الإسكان الاجتماعي، وتبادل التجارب في توفير سكن ملائم ومستدام لذوي الدخل المحدود والفئات الأكثر حاجة في سوريا.







