دمشق، سوريا – في تظاهرة اقتصادية وعمرانية هي الأضخم من نوعها، انطلقت يوم الإثنين الماضي فعاليات الدورة الثالثة والعشرين من معرض “بيلدكس” الدولي للبناء والاستثمار، لتؤكد للعالم أجمع أن إرادة سوريا في إعادة البناء والانفتاح على الأسواق العالمية لا تعرف التوقف. تحت شعار يعكس الطموح الكبير، استقبلت دمشق أكثر من 400 شركة محلية ودولية متخصصة، تسعى لترك بصمتها في إعادة تشكيل المشهد العمراني السوري.
منصة عالمية برؤية سورية:
لم يعد “بيلدكس” مجرد معرض محلي، بل تحول إلى منصة استراتيجية تجمع بين الخبرات الوطنية والتقنيات العالمية. الشركات المشاركة، التي تجاوز عددها الأربعمائة، قدمت أحدث ابتكاراتها في ثلاثة محاور رئيسية تشكل العمود الفقري لأي عملية تنمية مستدامة:
- مواد البناء الحديثة: من الخرسانة المبتكرة إلى التشطيبات الصديقة للبيئة.
- الطاقات البديلة والمتجددة: حلول تضمن كفاءة الطاقة واستدامة الموارد، وهو توجه عالمي تبنته سوريا بقوة.
- أنظمة الأمن والسلامة الإنشائية: ضمان الأمان والجودة وفقاً لأعلى المعايير الدولية في كل مشروع.
أهداف تتجاوز العرض والطلب:
المعرض، الذي تنظمه المجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات بالتعاون الوثيق مع وزارات الإدارة المحلية والبيئة والطوارئ، يحمل أهدافاً أعمق من مجرد الترويج للمنتجات. إنه يهدف إلى:
- تعزيز التعاون: بناء جسور قوية بين المؤسسات الوطنية والشركات العالمية لتبادل المعرفة والخبرات.
- دعم جهود الإعمار: توفير أحدث الحلول المتطورة لمتطلبات البنية التحتية والمشاريع العمرانية.
- فتح آفاق الاستثمار: خلق بيئة جاذبة لرؤوس الأموال في القطاعين العام والخاص، لدفع عجلة التنمية الاقتصادية.
- نشر الثقافة الإنشائية: التركيز على أهمية تطبيق ثقافة الأمن والسلامة والجودة في جميع مراحل البناء.
تصريحات رسمية تؤكد العزيمة:
القيادات السورية المشاركة في الافتتاح أكدت على أهمية هذا التجمع في دعم المسار التنموي:
- أكد وزير الإدارة المحلية محمد عنجراني أن المعرض يمثل “منصةً استراتيجيةً لا غنى عنها لعرض أحدث تقنيات البناء المستدامة”، مشيراً إلى أن الاستدامة هي مفتاح المستقبل.
- شدد وزير السياحة مازن الصالحاني على أن سوريا “تدخل مرحلةً واعدةً تتطلب خبراتٍ عالميةً لتنفيذ مشاريع عمرانية وسياحية بجودة عالية”، مرحباً بالشراكات الدولية لرفع مستوى الجودة.
- من جهته، وصف محافظ دمشق ماهر إدلبي الحدث بأنه “فرصة حقيقية لتبادل الخبرات وجذب استثماراتٍ جديدة ومباشرة”، مما يعزز الثقة في السوق السوري.
- أما محافظ اللاذقية محمد عثمان فأشار إلى أهمية “الاطلاع على تجارب دول رائدة في مجالات البناء والتنمية مثل السعودية وتركيا والصين”، للاستفادة من النماذج الناجحة.
نافذة الأمل تستمر ثلاثة أيام:
المعرض مستمر لثلاثة أيام حافلة باللقاءات والفعاليات، مقدماً للزوار والمتخصصين فرصة فريدة للتعمق في أحدث الابتكارات في مجالات العمران والطاقة المستدامة. “بيلدكس 23” ليس مجرد حدث عابر، بل هو نقطة انطلاق جديدة تؤكد أن سوريا مستعدة للانطلاق بقوة نحو بناء غدها بمقاييس عالمية.
