دمشق | مدينة المعارض لم يعد “بيلدكس” مجرد معرض تجاري، بل تحول في دورته الثالثة والعشرين إلى “غرفة عمليات دولية” لإعادة إعمار سوريا. تحت سقف واحد في مدينة المعارض بدمشق، تجمعت قوى اقتصادية من السعودية ومصر والصين وألمانيا، لتقدم أحدث صرخات التكنولوجيا في عالم البناء، والتشييد، وأنظمة الأمان، معلنةً عن تدشين مرحلة جديدة من التنمية المستدامة.
السعودية تتوسع: فروع جديدة ومنتجات عازلة
الحضور السعودي في المعرض كان “استثنائياً” وذا طابع استراتيجي؛ حيث أكد المهندس رستم نوفل (مدير تسويق لشركة سعودية) أن المشاركة هي ترجمة لالتزام المملكة بدعم نهضة سوريا العمرانية. ولم يتوقف الأمر عند العرض فقط، بل كشف أحمد بكار (المدير العام لشركة سعودية للفوند الحجري) عن خطة طموحة لـافتتاح فرع جديد للشركة في سوريا، للاستفادة من الفرص الهائلة في قطاع تشطيب الواجهات الخارجية.
مصر وألمانيا: سوريا محطة رئيسية في خطط التوسع
شركات “الثقل” الأوروبي والعربي لم تغب عن المشهد؛ حيث أكد حمزة الطرشان (مدير تسويق الشركة المصرية الألمانية) أن سوريا تقع في قلب خطط شركته التوسعية، نظراً للطلب المتزايد على مواد البناء عالية الجودة التي تدمج بين المتانة الألمانية والخبرة الصناعية المصرية.
الصين تراهن على “جمال الإعمار”
من أقصى الشرق، حضرت التكنولوجيا الصينية عبر قطاع الديكور واللمسات الفنية. وأشار فضل أبو عيشة (ممثل شركة صينية) إلى أن دمشق تمثل “فرصة واعدة لا يمكن تفويتها” للاستثمار في أسواق جديدة متعطشة للابتكار والجمالية في آن واحد.
بوابة الابتكارات: أكثر من مجرد “حجر وإسمنت”
المعرض الذي تنظمه المجموعة العربية للمعارض والمؤتمرات بالتعاون مع جهات حكومية سورية، يضم أكثر من 400 شركة ويسلط الضوء على:
- تقنيات الأبواب العازلة (WPC): التي قدمها عبد اللطيف الفرا كحلول عصرية للسوق المحلية.
- أنظمة الأمن والسلامة: لضمان بناء مدن ذكية وآمنة.
- البنى التحتية والبلديات: لتأسيس قواعد متينة للنمو السكاني القادم.
العد التنازلي للنهضة
تستمر الفعاليات حتى 19 كانون الأول الجاري، وسط ترقب كبير لصفقات وشراكات عابرة للحدود ستغير وجه المدن السورية. “بيلدكس 23” هو الرسالة الأقوى بأن قطار الإعمار قد انطلق فعلياً، وبأن الخبرات العالمية باتت شريكة في كل طوبة تُبنى على الأرض السورية.
