واشنطن | متابعات في تطور دراماتيكي قد يُنهي حقبة العزلة الخانقة التي كبلت الاقتصاد السوري لسنوات، يقود عضوا الكونغرس الأمريكي، جو ويلسون وجين شاهين، حراكاً سياسياً غير مسبوق داخل أروقة “الكابيتول”، لمطالبة مجلس الشيوخ بالتصويت الفوري لصالح إلغاء “قانون قيصر”. هذا الحراك لا يمثل مجرد مراجعة للقوانين، بل يُعد اعترافاً صريحاً بأن سوريا اليوم تقف على أعتاب مرحلة تتطلب “رافعات اقتصادية” لا “قيوداً سياسية”.
من خنق النظام إلى إنعاش الشعب: لماذا سقطت حجة العقوبات؟
في رسالة استراتيجية نُشرت في مجلة “فورين بوليسي”، رسم المشرعان الأمريكيان صورة واقعية ومؤلمة لإرث الحرب، مؤكدين أن العقوبات التي فُرضت يوماً كأداة ضغط سياسي باتت اليوم تُثقل كاهل 13 مليون نازح وشعب يعيش 90% منه تحت خط الفقر. وأوضحا أن الشعب السوري، الذي تخلص من حقبة بشار الأسد قبل عام، يمتلك الآن الإرادة للبناء، لكنه يفتقر إلى الأدوات بسبب “قانون قيصر” الذي تحول من سلاح ضد الديكتاتورية إلى جدار عازل أمام التعافي الاقتصادي.
خارطة طريق “سوريا الجديدة”: الإعمار مقابل الاستقرار
لم تكن دعوة ويلسون وشاهين عاطفية فحسب، بل استندت إلى مصالح أمنية قومية مشتركة. وبحسب الرؤية المطروحة، فإن إلغاء القانون سيمهد الطريق أمام:
- ثورة عمرانية: جذب الاستثمارات العربية والدولية الضخمة لترميم المدن المنكوبة دون خوف من الملاحقة القانونية الأمريكية.
- التطهير والتعافي: منح الحكومة السورية القدرة المالية لمواجهة تحديات “تفكيك الأسلحة الكيميائية” واستئصال جذور تجارة “المخدرات”.
- القضاء على الإرهاب: توفير موارد اقتصادية للسكان لقطع الطريق أمام تجنيد “داعش” وتجفيف منابع التطرف عبر التنمية.
مصلحة أمريكية في “قلب” دمشق
الرسالة وجهت تحذيراً شديد اللهجة لمجلس الشيوخ: “استمرار العقوبات قد يبدد كل ما تحقق من تقدم بشق الأنفس”. يرى ويلسون وشاهين أن تحول سوريا من “بؤرة عدم استقرار” إلى “عضو فاعل ومستقر” في المجتمع الدولي يصب مباشرة في مصلحة الأمن العالمي، وأن واشنطن يجب أن تكون شريكاً في الإعمار كما كانت شريكاً في الضغط.
بوابة الاستثمارات الكبرى
عملياً، يعني إلغاء “قيصر” منح الضوء الأخضر للصناديق السيادية العربية والشركات العالمية الكبرى للدخول إلى السوق السورية، وتفعيل مذكرات التفاهم التي وُقعت مؤخراً (مثل الاتفاقيات السورية السعودية). إنها اللحظة التي قد تُعيد ربط دمشق بالنظام المالي العالمي، وتُنهي سنوات من “الفقر القسري” لصالح نهضة صناعية وزراعية شاملة







